بناء مشترك بين أربع دول واستثمار بقيمة 220 مليون دولار: وضع حجر الأساس لمنطقة آتوم المتكاملة للطاقة الشمسية في منطقة تيدا التعاونية.
2025-12-28 06:57
وقت الإصدار:
مصدر المعلومات | حساب WeChat الرسمي لوزارة التجارة المصرية
في 16 ديسمبر بالتوقيت المحلي، أُقيم حفل وضع حجر الأساس لمجمع «أتوم سولار» الصناعي المتكامل في المنطقة الاقتصادية الصينية-الإيجيبية «تييدا السويس» (المشار إليها اختصارًا بـ«منطقة تييدا التعاونية»)، مما يشير إلى بدء البناء رسميًا لهذا المشروع للتصنيع الأخضر الذي يغطي كامل سلسلة صناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية. حضر الحفل مسؤولون إيجيبيون رفيعو المستوى، من بينهم نائب رئيس الوزراء المصري ووزير الصناعة والنقل كمال الوزير، ورئيس الهيئة العامة لإدارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين، بالإضافة إلى ممثلين عن العديد من الشركات الشريكة، ليشهدوا معًا هذه اللحظة الهامة للتعاون في مجال الطاقة بين عدة دول. ويُعد هذا المشروع إنجازًا بارزًا آخر لمنطقة تييدا التعاونية في تطبيق مفهوم التنمية الجديدة بشكل عميق وتعزيز تنمية التجمعات الصناعية الخضراء.
أولاً، تعميق التعاون الدولي وبناء نمط جديد لصناعة الطاقة الخضراء.
يقع هذا المشروع في منطقة تايده للتعاون، وتبلغ إجمالي استثماراته حوالي 220 مليون دولار أمريكي، وتغطي مساحة تقارب 200 ألف متر مربع. وقد تم إنشاؤه بمشاركة شركات من أربع دول هي الصين ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين، مما أوجد نموذجًا للتعاون المتنوع القائم على «القيادة التقنية، وتمكين رأس المال، والتنسيق الإداري». وتتولى شركة صينية رائدة عالميًا في مجال الطاقة الشمسية الدعم التقني الأساسي، بينما تتولى شركة AH للإدارة الصناعية المصرية دور الجهة المسؤولة عن إدارة المشروع وتنسيق العمليات المحلية. وتشارك كل من شركة المرافق العالمية للجنوب التابعة لدولة الإمارات وشركة إنفينيتي كابيتال البحرينية كجهتين استثماريتين رئيسيتين، حيث توفران التمويل اللازم وتسهمان في ربط المشروع بمصادر السوق الإقليمية. ويعكس هذا النموذج التعاوني المتنوع بشكل كامل التأثير التجميعي لمنطقة تايده للتعاون باعتبارها منصة صناعية دولية.
سيضم المشروع ثلاثة أقسام أساسية: مصنع لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية بقدرة 2 جيجاواط، ومصنع لإنتاج المكونات الشمسية بقدرة 2 جيجاواط، ومصنع لأنظمة تخزين الطاقة بسعة 1 غيغاواط ساعة. سيشكل هذا المشروع نظامًا مغلقًا يغطي كامل سلسلة القيمة الصناعية، وسيتم توجيه المنتجات إلى الأسواق العالمية بالإضافة إلى السوق المحلية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. عند اكتمال المشروع ووصوله إلى طاقته الإنتاجية القصوى، من المتوقع أن يخلق حوالي 850 وظيفة مباشرة، كما سيسهم بشكل فعّال في تعزيز التعاون والتنمية المتكاملة لسلاسل الصناعة قبلها وبعدها، من خلال تعميق المشتريات المحلية والإقبال بشكل أولي على استخدام مواد خام مثل الألمنيوم والزجاج المصريين، مما سيعزز مستوى التوطين الصناعي.
ثانيًا: تطبيق الرؤية الوطنية وبناء نموذج إقليمي للاقتصاد الأخضر
أشار نائب رئيس الوزراء المصري كمال الوزير في كلمته إلى أن مصر تدفع بقوة نحو تطوير قطاع الطاقة الخضراء من خلال «رؤية 2030»، وتلتزم ببناء مركز إقليمي وعالمي للطاقة النظيفة. وتُعد منطقة تيدا للتعاون، بما تتمتع به من بنية تحتية متكاملة، ومكانة جغرافية ممتازة، وخدمات متطورة داخل المجمعات الصناعية، دعماً قوياً لمثل هذه المشاريع الاستثمارية عالية التقنية والكبيرة الحجم.
قال وليد جمال الدين، رئيس الإدارة العامة لمنطقة قناة السويس الاقتصادية، إن مجمع أتوم للطاقة الشمسية يُعد مشروعًا رمزيًا لمنطقة القناة الاقتصادية في دفع التحول نحو اقتصاد أخضر. وتُعتبر منطقة تيدا للتعاون منصة صناعية دولية منفتحة تربط بين آسيا وأفريقيا وتغطي العالم بأسره. وبفضل ميزتها الجغرافية العابرة للقارات، وشبكة اتفاقيات التجارة الحرة المتنوعة، والبنية اللوجستية الحديثة والمتكاملة، يمكن لهذه المنطقة أن تساعد الشركات الداخلة فيها على الاتصال بسهولة بالأسواق الدولية وتحقيق التنمية المستدامة.
ثالثًا: إبراز قيمة المنصة ودعم المسار العام للتعاون الأخضر في مبادرة الحزام والطريق.
يُعدّ تنفيذ مشروع مجمع أتوم للطاقة الشمسية خطوة حيوية في مصر لتنفيذ «رؤية 2030»، وسيعزز بدوره مكانة مصر كمركز رئيسي في قطاع الطاقة الجديدة بالمنطقة العربية والإفريقية. وبالنسبة إلى منطقة تيدا للتعاون، فإن نجاح استقدام هذا المشروع يعكس الرؤية الاستراتيجية للمنطقة في مجال الطاقة الخضراء وقدرتها على جذب الاستثمارات، كما يمثل تطبيقًا عمليًا لدعم التنمية عالية الجودة للشراكة الصينية-المصرية في مبادرة الحزام والطريق وتعزيز التعاون في القطاعات الخضراء. ويضع هذا المشروع أساسًا متينًا للتعاون المستقبلي في مجالات جديدة مثل الهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة والشبكات الذكية.
إن نموذج الاستثمار المشترك متعدد الدول في المشروع يقدّم مثالًا مبتكرًا للتعاون الصناعي عبر الحدود في سياق التحول العالمي للطاقة، ويُبرز بوضوح الجاذبية القوية لمصر كمحور للاستثمار بين القارات، كما يفتح آفاقًا جديدة أمام المستثمرين المحليين والدوليين للمساهمة في التنمية الخضراء في أفريقيا. وستواصل منطقة تيدا للتعاون الاستفادة من ميزاتها كمنصة، وتعتمد مبدأ التشاور والبناء والمشاركة المشتركة، لتوفير خدمات شاملة وعالية الجودة للشركات الداخلة إلى المنطقة، وبما يسهم بشكل جديد وأكبر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصر.
—انتهى—
الصفحة السابقة
الصفحة السابقة
أخبار ذات صلة
2025-12-28
2025-12-13